المذيع: دكتور! من هذا الذي اعتدى عليكم؟ لماذا أنتم مؤمنون بنظرية المؤامرة بهذا الشكل؟
الشيخ: الذي وقع في
بغداد مؤامرة أو وقع للعيان...؟
المذيع: نحن نرى الشعب العراقي وهو صاحب الشأن كان أكثر المرحبين بوجود القوات الأمريكية..
الشيخ: عفواً! اليوم مئات الألوف ضد القوات الأمريكية .. العملاء موجودون في كل مكان، العملاء في
أفغانستان موجودون، وهناك موجودون، وهنا موجودون .. الذين يطالبون عندنا هنا بتغيير المناهج وإفساد المرأة موجودون، وهؤلاء ليسوا هم الشعب الأفغاني ولا العراقي ولا السعودي، لكن نحن نتكلم عن أرض
العراق كوقف فتحه الصحابة، وتظل أرض إسلام إلى قيام الساعة.
القضية الفلسطينية شهدت عملاء من هذا النوع، والآن انظر! كيف كانت المقاومة بعد خمسين عاماً.
فنحن لا نجعل الحجة هم أولئك، إنما الحجة هم الذين يثبتون على الأصل، الذوبان الفكري أو الهزيمة النفسية التي قد تحيط بالأمة والصدمة والذهول الذي قد يعتريها.. وفي النهاية ترجع، أي: غادرها التتار أو أسلموا .. غادرها الصليبيون وأسلم من أسلم منهم، غادرها الاستعمار الأوروبي في القرن الماضي وانتهى أمره وسوف يغادرها هذا الاستعمار سوف تعود إلى دينها.
المذيع: دكتور! أرض
العراق التي قلت: إنها أرض الصحابة هي كانت تحت حكم قوة طاغية، تتبع حزب مبادئه تتنافى مع مبادئ الإسلام، ومع هذا لم تتحدثوا، فلماذا الآن تحدثتم وبدأتم في التحرك؟
الشيخ: أنا أقول لك شيئاً إذا قلت لي لم أتحدث: أنا عانيت في كثير من محاضراتي وفي كتابي
العلمانية أنه لم يكد يفصح لأنني قلت:
حزب البعث حزب مرتد وصليبي، وإلى آخر تعريفي العلمي له، وعانيت من هذا في أيام عز العلاقة القوية بين الحكومة العراقية وبقية الدول العربية، وهذه مأساة أرجو ألا تفتحها لي.
المذيع: أيضاً موضوع القوات الأمريكية ووجودها في
العراق، هناك من يرى بأن القوات الأمريكية و
الولايات المتحدة بشكل عام تحمل مشروعاً على الأقل يستحق الاحترام، فخلصت
العراق من نظام طاغية، وأيضاً تحمل مشروعاً ديمقراطياً، فكثير من الدول العربية لم نكن نسمع فيها بالإصلاحات السياسية، فبدأنا نسمع بالإصلاحات السياسية مع بداية التلميحات الأمريكية.
الشيخ: نعم الذي يقول هذا موجود وكثير، ويريدون أن
أمريكا أيضاً تدخل -لا قدّر الله-
الرياض، وتعمل إصلاحات، وتدخل -لا قدر الله- إلى
قطر و
صنعاء، وتعمل إصلاحات، وهؤلاء مرفوضون إيمانياً وعقدياً، أي إصلاح يأتينا عن طريق الأمريكان مرفوض، إصلاحنا ينبع منا، من إيماننا ومن ذواتنا ومن كتاب ربنا وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، ومن تمسكنا بسنة الخلفاء الراشدين في الحكم، ومن هنا ينبع الإصلاح، وما عدا ذلك فهو هدم وإفساد أو تزويق لشعارات، وتحتها يخفون المآرب مع أنها مكشوفة، أول ما اهتموا به وزارة النفط هو الخط إلى داخل الدولة
الصهيونية .. أول ما اهتموا به المناطق الغربية لحفظ أمن دولة إسرائيل .. دمروا المؤسسات العلمية لتأخير الشعب العراقي، وقتلوه قبل ذلك بالحصار.
نفس مشكلة وجود هذا الحزب هي من تدبير وصنائع الغرب، من الذي أنشأ
القومية العربية؟ من الذي دعمها وأيدها؟ أليس الغرب يكافح بـ
القومية التركية ويمزق الأمة؟ نحن جراحاتنا عميقة جداً ولا تحل إلا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا ما نؤمن به.
أما أن يأتي عدو فيسفك الدماء، ويهدم، ويخرب، ويقول: إنني جئتكم بالحرية أو بالتقدمية، فهذه لا يصدقها في الحقيقة إلا أولئك الذين هم أصلاً محسوبون عليه، وهم عملاؤه ولا يبالون حتى لو دخل إلى أقدس البلاد لا قدر الله.
المذيع: في ختام برنامجنا ليس لي إلا أن أشكر فضيلة الدكتور
سفر بن عبد الرحمن الحوالي الرئيس السابق لقسم العقيدة بجامعة أم القرى بـ
مكة المكرمة وإلى اللقاء.